يا لهيبة المرء حين يحتفظ بنفسه لنفسه، كأنما يصون جوهرًا نفيسًا عن أن يُستهلك في ضجيج الاختلاط.
إن النفوس التي تُغرق ذاتها في بحار الناس، تصير مألوفة كالأشياء اليومية، تُفقد دهشة الحضور وسحر الغياب.
كن كالقمر، يظهر حين يشاء ويغيب ليُشتاق إليه، ولا تكن كالشمس التي، رغم جمالها، يملّها الناظرون من كثرة ظهورها.
احتفظ في أعماقك بزاوية خفية، لا تُكشف إلا لمن يستحق، وزِن لقاءاتك بميزان الحكمة، فالتواضع جميل، لكن الغموض أحيانًا أجمل.
فالهيبة لا تُشترى، بل تُصنع من صمتٍ مدروس، ومن كلمات تُقال حين تكون أثمن من الصمت، ومن حضور يزهو ندرةً كالجواهر.