بعضُ أملٍ مهترئٍ وحـُـلمٍ قديمٍ كهذا العمر .. يسريان في أوردة الروح .. يمنحان قليلاً من رغبة .
العمر شاخ وشراهة الأيام تلوك تلك الأمنيات التي انتشت بها الروحُ قديماً في مساءاتٍ جميلة كانت تزور .
يا لها من أمسيات !! كانت تأتي محملة كقلب أمي بكل عطـاء ، تشحذ الهمة .. كانت بعض انتصارات فقيرة انتشي بها بين أرتال المهزومين
شاخت تلك الأمنيات يا روح ، ومضى الركب مخلفين انكساراً شق سيف العزيمة ، وخارت بين غبار الراحلين كل القوى !
و ” الحياة أمل ” .. هكذا كنت ألوك حـِكم الأقدمين ، وقناعات البائسين .
ترى هل سيعشب المدى في ناظريك ذات لحظة !؟ هل ستورِق تلك الآمالُ التي في كلِ حينٍ من العمرِ تُـشذَّب عـَـلَّ الطـّـل يسقي .. أم أن السماء قد شحَّـت وما عادت للغيم رغبة !
هل ـ ياروح ـ سيولد الفجرُ مبتسماً في غدكِ الموعود ؟ يُحْيي فيك ما أماته غول الانتظار ؟
يسقي جدبك ، يمنح ذلك الأمـل العجوز بعض قوة عله ينتشلك من بين أشلاء ما سُحِـق !
أم سيسافر بك العمرُ عدماً .. يجتاز بك المدى بحثاً .. بلهفة تمضغك .. وأحلام استحالت خنجراً يريقُ دمَ الأمل .
من لهذا العمر المتعب .. يمنح كالسماء .. ويهمي مطراً يغسل اليأس من على أديم الرغبة .
من لهذا العمر الآن من وطأة اليأس يجتث أقدامك الغائرة حد العجز عن المسير ؟!
عن بعضِ فـرحٍ .. عن بـِضْع كلماتٍ من القلب إلى القلب صدقاً تـُـورِق لها الرّوح .. عن بياض تتشح به القلوب .. عن حب حقيقي تـُـعَـمَّر به أفئدة سئمت .. عن عطاء لذاته .. عن رضاً تام أنـَّـا الأحق باعتلاء أديم الأرض !!
أحــلامُ روحٍ حَـلّـقت بها في مساءات كانت أجمل ، ومضى العمرُ حلماً .. لم يتبدَّ من الأحلام إلا الانتظار !!
ولم تصافح الكفُ إلا يأساً .. وبرغم أن شمسَ الغد انتظار إلا أن الروح تستأنس بقليل من أمل ” نازف ” .