تراتيلٌ من عشقٍ قديم .. وبقايا من نقاء ! عمرٌ من العزلة يدك العزيمة .. وما زال في النّـفس شيء من توق وكثير من أمل أخضر في أن ينشق الحجاب عن عالم بنقاء قلب أمي .
تـُعساء حينما لا نُـدرك قيمة الطُّـهر وحقيقته .. بؤساء حينما يسافر بنا العمر وجَـعاً ولم نُدرك في الحياة حلماً .
قالت.. البحر يلتهم الحزن ويمنح الفرح .. قلت في نفسي .. كُـنت بحراً .. أخذوا مني كل شيء وتركوا الملح ! وفي كل مرة أسافر فيها عبر اتساعه أقرأ حُـزن العالم .. أشعر أن ألف خاشع في محرابه يشكوا هم الروح ، يوشوش للبحر بعض أحلامه . حُـلمٌ قديم كالأرض يسكنني .. أن أكون كذلك الهادر أمنح كل شيء .. ويؤخذ مني كل شيء .. كل شيء .. حتى الملح . وأومن كل مرة أن لا شيء باتساع البحر إلا قلب أمي ! ومازال حلماً !! وما زلت أقصد البحر .. ” هكذا نحن البشر ننظر خلفنا أحياناً لنرى ماذا فعلنا ، ثم نكتشف أننا كمن ترك خلفه سحابة من غبار ، ومضى ينتظر انقشاعها حتى يرى ذكرى سراب ” وبين البحر والسراب عمرٌ من الفجيعة ! “