لك أن تتخيل أن لصَّاً اقتحم منزلك ، وفي طريقه لسرقة مقتنياتك كسرَ النافذةَ، وتسبب في تلف عدد من الأجهزةِ ومزَّق كثيراً من الستائر وقبل أن يصل إلى صندوق مقتنايتك قبضت عليهِ وهو ممسكاً به ناوياً الفرار.

واتضح أن اللص معروفٌ ولديه علاقات جيدة مع بعض معارفك وأحبابك فأرادوا الإصلاح بينكما على أن يأخذ 40% من المسروق لأن المسكين قد تعب!! ، وخسر وقتاً وجهداً للوصول إليه، ومن المخجل !! أن يخرج بخسائر دون منفعة، ولك الـ 60% المتبقية من مالك المنهوب!.

بالتأكيد هذا حال أعوج، ووساطة لا يقرها عقل أو دين أو منطق.
العاقل يقول بذلك ، لكن أصحاب المصالح والمفرِّطون والضعفاء يرون أنه الحق والواجب في زمن كزمننا هذا !

هذا ما حدث لمساحة من الأرض جاء عابر من ذوي المصالح والنفوذ من أقصى الجزيرة العربية ليستولي عليها بماله وجاهه، بعد أن يسر له أحد اللصوص الصغار أمر الحصول عليها، وحينما أوقف اعتداءه الرجال، انتفض المشايخ والعرائف وأصلحوا على أن يأخذ جزءاً منها مادام قد خسر و ( وتّد ) حدوده و ( جحّف ) كثيراً منها حيث أخذتهم الشفقة على خسارته، بالإضافة إلى وساطات أهل الخير، ولم ينبض في رقابهم عرقُ حميةٍ، ولا شفقة على مال يتيم محتاج أو عائل فقير من أبناء تلك الجهة المنهوبة.

عقد مجلس الصلح ، وخرج اللصُ الصغيرُ بمنفعته، وعاد العابرُ المسنود بـ 40% من الأرض ( والتي وصلت إلى قرابة الـ 70 قطعة ) وأخذ المشايخ الكرام يخططون ويفكرون ويجمعون أمرهم على الاستفادة من الـ 60% المتبقة يتحرون الأمانة والصدق في توزيعها على مستحقيها.

كونت اللجان ، وعقدت الاجتماعات تلو الأخرى وما زالت النتائج طي الكتمان.

هنا أقول .. إن التاريخ لا يرحم ، وهو يُسجل كل صغيرةٍ وكبيرةٍ لتقرأهُ الأجيالُ القادمة ..وأن التفريط – لسبب أو لآخر – في حق بيّنٍ لهو الضّعف و السُّقوط ، وبيع أمجادِ وتاريخٍ سطره رجالاتٌ قضوا مخلفين إرثاً عضيماً يتهاوى يوماً بعد يوم.

من jubran4u

فكرة واحدة بخصوص “المصالح تتحطم على صخرة النخوة !”
  1. آه يالضعفنا نحن أبناء جازان كم من أراضي سلبت منا عنوةً أو خديعةً أو بسمسارٍ دنيِّ النفس من بني جلدتنا !!! ومن يهن يسهل الهوان عليه !!!!

التعليقات مغلقة.