في زحمة الحياة وضجيجها، وقفتُ أمام مرآة ذاتي أتأمل. كم من السنين قضيتها أبحث خارج حدود نفسي عن السعادة؟ كم من الوجوه استجديت منها الرضا والقبول؟

كنتُ كورقة في مهب الريح، تتقاذفها أهواء الآخرين وتوقعاتهم، حتى أدركتُ أن السكينة التي أنشدها تنبع من داخلي، وأن الاكتفاء هو أن تملأ كأسك بنفسك، لا أن تنتظر من يملأها لك.

تعلمتُ أن أكون صديقاً لنفسي قبل أن أبحث عن صداقات الآخرين، وأن أصغي لصوتي الداخلي قبل أن أنصت لضجيج العالم. في لحظة الوحدة، اكتشفتُ أنني لست وحيداً – فقد كنتُ دوماً برفقة أقوى حليف: ذاتي.

الاكتفاء بالذات ليس انعزالاً عن العالم، بل هو أن تكون مكتفياً بنفسك حين يخذلك العالم، وأن تجد السلام في وجودك حين تضطرب الحياة من حولك.

في النهاية، أدركتُ أن أجمل الرحلات هي تلك التي نخوضها داخل أنفسنا، وأن أعظم اكتشافاتنا هي اكتشاف قوتنا الداخلية.

فكن صديقاً لنفسك، واكتفِ بذاتك، لتكتشف أنك كنت دوماً تملك كل ما تحتاج.

من jubran4u