حينما يستثير أبناء جازان بجميع أطيافهم أمر يخص جامعة جازان، ويستثير إما إعجابهم أو حنقهم لا يعني أنهم حين الاستياء أعداء لها، ولا يعني أن استماتة منسوبيها في الدفاع عنها حتى حين الخطأ أنها ملكاً خاصاً لهم.
جامعة جازان منجز وطني تهم الجميع، ويحرص على سمعتها ومكانتها الجميع، وهي حينما تحقق ما تحققه من منجزات ليس فضلاً من منوسبيها، ولم يقوموا به صدقة منهم بل هو صميم عملهم، وواجبهم الوظيفي والوطني والديني.
جامعة جازان ملك للجميع، من أصغر مواطن في أقصى حدود المملكة إلى أكبر مسؤول في الدولة، وما يصدر منها سواء كمنجز علمي أو ثقافي أو اجتماعي فهو من صميم عملها، وواجب على كل مسؤول فيها، حينما يعجز عن تحقيق رسالتها والتي هي رسالة كل الجامعات فلا مكان له، وحينما يصدر منها ما يسيئ فهي بمن فيها محاسبون أمام مجتمعهم، ودولتهم.
حينما ننتقد شيئاً ما يسئ لكياننا الوطني والاجتماعي ارتكبه أحد مسؤليها لا يعني أننا نحارب ذلك الصرح، ولا يعني أننا نناصبها العداء، ولا يعني أننا نلقي الحجارة في طريقها، ولا يعني مدافعة أحد منسوبيها عن خطأ ارتكب أنها من أملاكه الخاصة، وأن حميته وغيرته عليها هي أقدس وأكبر وأهم من حمية أبناء المنطقة جميعاً.
معاليه، أو سعادته وكل من يحمل الـ( د ) أو دونها في الجامعة حينما يرتكب حماقة ما، من حق المجتمع أن يحاسبه، ومن حق المسؤول في أعلى السلطة أن يسائله، وهو في نهاية الأمر موظف يتقاضى راتباً شهرياً لو أبخسته الجامعة يوما ما ريالاً واحداً لقلب ظهر المجن لها بمن فيها.
لهذا .. أقول للمدافعين عن الجامعة من منسوبيها.. نحن أشد غيرة منكم، وأشد حباً منكم، وأكثر صدقاً في مواقفنا تجاه قضايا الجامعة، والأصدق في مطالبنا، لأنها تربي أجيالنا،وتبني الإنسان والمكان وفق منهج منصوص عليه تسير وفقه أكثر من خمسة وعشرين جامعة على امتداد الوطن.
وحينما يستأثر بها وبمستقبلها من يحمل أفكاراً لا تتسق ومنهج هذا البلد، ورسالته، يثق تماماً أن دونها من سيلقمه الحجر.
أحسنت يا أستاذ إبراهيم وكلامك يدل على حبك لوطنك ، وأن المصلحة الجماعية هي التي يجب أن نسعى لها ..