نعيش اليوم فترة من عمر البشرية أصبح التفاخر بالمظاهر “الكاذبة في جُلِّها” أحد أبرز الظواهر الاجتماعية التي تؤثر بشكل عميق على الأفراد والمجتمعات، محملة كاهل صاحبها بأعباء لا طاقة له بها، في محاولة لمجاراة الآخرين والظهور بمظهر لا يعكس حقيقتهم، في محاولة لإثبات الذات أو للحصول على قبول اجتماعي.

إن محاولة الظهور بمظهر مخالف للواقع تتطلب جهدًا مضاعفًا للحفاظ على “القناع الاجتماعي”، مما يؤدي إلى استنزاف الطاقة العاطفية والفكرية.

علاوة على ذلك، يفقد الشخص الذي يعتمد على المظاهر الكاذبة صدقه مع نفسه ومع الآخرين، هذا الانفصال عن الذات يولد شعورًا بالفراغ الداخلي وعدم الرضا، حيث يبدأ في إدراك أن صورته الزائفة لا تحقق السعادة الحقيقية التي كان يطمح إليها.

إن العلاقات المبنية على الزيف تفتقر إلى العمق والصدق، عندما يعتمد الشخص على التظاهر لجذب الآخرين، فإنه يخلق علاقات سطحية قائمة على أوهام وليس على حقيقة شخصيته. 

وللخروج من هذا العبء على صاحبه أن يبدأ بالتصالح مع الذاته، وقبول حقيقته كما هي، دون محاولات مستمرة لإخفائها أو تحسينها بشكل زائف، ومن المهم أن يتعلم الفرد التمييز بين تحسين الذات بشكل حقيقي وصحي وبين التظاهر لأجل الآخرين.

إن المظاهر الكاذبة ليست سوى عبء يثقل كاهل الإنسان، سواء من الناحية النفسية أو المادية أو الاجتماعية.

ويتأكد لنا دائمًا أن السعادة الحقيقية تأتي من الداخل، من التصالح مع الذات، ومن العيش بصدق وبساطة، في أن تكون نفسك دون قناع أو تصنع، وأن تجد قيمتك الحقيقية في ما تحمله روحك، وليس في ما تلبسه أو تملكه.

من jubran4u