تُعد منطقة جازان إحدى أبرز الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية التي شهدت تحولًا نوعيًا خلال السنوات العشر الأخيرة، هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لتضافر جهود التنمية في مختلف المجالات، ما جعلها واحدة من أكثر المناطق جذبًا للسياح من داخل المملكة وخارجها.
إن ما يميز جازان عن غيرها من المناطق هو تنوعها التضاريسي الفريد، حيث تحتضن بين جنباتها الجبال الشاهقة، والوديان الخضراء، والشواطئ الساحرة المطلة على البحر الأحمر، إضافة إلى جزرها الخلابة مثل جزيرة فرسان، هذا التنوع يجعل من جازان وجهة متعددة الخيارات تلبي جميع الأذواق، سواء عشاق الطبيعة أو الباحثين عن المغامرة أو الراغبين في الاسترخاء.
هذا وقد شهدت المنطقة تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية والخدمات البلدية، فقد عملت الجهات المختصة على تحسين شبكات الطرق، وإنشاء الحدائق العامة، وتطوير الأسواق الشعبية، مما أتاح للسياح تجربة متكاملة ومريحة، كما تم الاهتمام بالمواقع التراثية مثل القلاع القديمة والقرى التقليدية، مما يعزز من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية ثقافية.
ولم تقتصر جهود التطوير على تحسين الخدمات الأساسية، بل امتدت لتشمل تنويع الخدمات الترفيهية،حيث أصبحت جازان اليوم تزخر بالفنادق والمنتجعات الفاخرة، والمطاعم العالمية، والمقاهي التي تقدم تجارب محلية وعالمية مميزة، كما أُقيمت العديد من الفعاليات والمهرجانات السنوية مثل مهرجان شتاء جازان، الذي يجذب آلاف الزوار للاستمتاع بالعروض الفنية والأنشطة الثقافية.
وبفضل الله ثم بفضل هذا التطور المتسارع، تضاعف عدد الزوار الذين يقصدون جازان كل عام، مما يدل على نجاح استراتيجيات التنمية السياحية، ففي عام 2019، بلغ حجم الإنفاق السياحي في المنطقة أكثر من 2.8 مليار ريال، مع تسجيل 23 ألف رحلة جوية نقلت حوالي 2.6 مليون مسافر.
وفي موسم شتاء جازان 2025 الحالي، الذي انطلق في 7 نوفمبر 2024، استقطب الموسم حتى الآن أكثر من 350 ألف زائر من مختلف أنحاء المملكة وخارجها، مما يعكس مكانة جازان بوصفها وجهة سياحية رائدة تجمع بين جمال الطبيعة وثراء الثقافة.
إن النقلة النوعية التي تشهدها جازان حاليًا ليست سوى بداية لمسيرة طويلة من التطوير، بفضل الله ثم بفضل رؤية المملكة 2030، تُعد جازان إحدى الركائز الأساسية في تحقيق الأهداف السياحية الوطنية، حيث يُتوقع أن تستمر الجهود في تعزيز جاذبية المنطقة لتصبح واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية.
ختامًا
جازان اليوم ليست كما كانت قبل عقد من الزمن. إنها منطقة تحكي قصة نجاح مبهرة، تمزج بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، مما يجعلها واحدة من أجمل الوجهات التي تستحق الزيارة والاستكشاف.