الأيامُ لا تنتظرُ أحداً، هذه الحقيقة التي يكتشفها الكثير حينما تنتهي به رحلةُ الحياةِ إلى لا شيء، بينما الآخرون من حوله يقطفون ثمار العمل الذي جعلوا من آمالهم وقوداً له.
فِئةٌ تعيشُ بيننا، تستنزفُ طاقة أعمارها، وطاقاتِ مَن حولها ممن يعيشون في مُحيط أفكارهم، ولأن الأيام عجلى فإنهم يقتاتون على أمنيات لا تُطعمهم سوى الجوع، وتُمدهم بفرح لا لون له ولا رائحة، ويعيشون يلعنون الحظ، وهم يعلمون أن السّماء لا تمطر ذهباً !!
الأمنياتُ لا تُطعم خبزاً، مالم يتبعها عملٌ حقيقي، وسعي حثيث لتحقيق تلك الأمنيات، مالم نتشارك مع الآخرين رحلةَ البناء، ونتقاسم معهم ثمرة الإنجاز، وقد خلقنا الله لعمارة الأرض، لا أن نعيش على آمال لا نصيبَ لها من التحقيق، ونقضي العمرَ في حَنقٍ على حالٍ نحن من صنعناهُ بأيدينا.
في حياتنا من العظماءِ الكثير، ممن قفزوا بعجلة التنمية، وبددوا ظلمة الجهل، لم يرتهنوا إلى أحلام رأوا استحالة تحقيقها، ولم يسكنهم أملٌ أصاب أجسادَهم بالخدر، فعَموا عن دُروب النجاح، ومساربه، بل انطلق العمل بأحلامهم إلى الحقيقة التي يريدون.
الفُرصُ تتكرر، ووهي بحاجةٍ إلى من يُحسن الاقتناص، بحاجةٍ إلى من يحمله الأملُ إلى العمل، من ينفض عن نفسه الكسل، ويكسر قيد التمني المحض.
لا شيء يعدلُ طعم النَّجاح بعد رحلةِ عمل شاقة، ولا شيء أجمل من أن ينتهي بنا العمر وخلفنا تاريخٌ من الإنجاز، من التغيير الإيجابي الذي يؤكد أحقيتنا بتحقيق رسالة السَّماء، وأن نكون خير أمةٍ أخرجت للناس، نأمل ونعمل، ونُحسن العمل لنظفر بحب الله،ثم حب الناس، من ثم الرضى الذي ينقلنا إلى الغد الأكثر سعادة.
هناك طاقاتٌ يُكبِّلها اليأس المتمثل في بعض القناعات السَّلبية، التي تتكاثر كالفيروسات في فكر صاحبها، حينما يعيش هو الآخر في محيط مُحبط اتكالي، يؤمن بالحظ، ولا يعرف معنى للاجتهاد، والمحاولة، والصبر، والنِّضال من أجل أن يُحقق إنسانيته.
سُجناءُ الأملِ، يُكمِلون حياتهم خلف قضبان أفكارهم،والعاملون على تحقيق أحلامهم يكتبون تاريخاً مجيداً لأنفسهم وللإنسانية جمعاء، لأنهم يؤمنون أن لا شيء سوى العمل كفيل بأن يُحيل حياتهم صخباً، وضجيجَ فرحٍ، ويذيقهم حلاوة الحُرية الحقيقة حينما يكسرون القيد، وينطلقون إلى أهدافهم بكل ثقةٍ ويقينٍ بأن الله لن يخذل من آمن بدوره كلبْنةِ خير في هذا العالم الذي لا يرحم المتشائمين، ولاعِني الحُظوظ.

من jubran4u