حينما يقترن الرجل بامرأة، يريدها أن تكون له كل شيء، وتمنحه كل شيء، طوع أمره ليل نهار، لا تعصى له أمراً، ولا ترد له قراراً، طوع مزاجه المتقلب، ورهن رغباته التي لا تتوقف.
أيضاً حينما تقترن المرأة برجل، تريده ذلك المارد الذي يمنحها رصيد أمنيات لا ينتهي، ويحقق لها قوائم الرغبات والطلبات، طوع مزاجها ليل نهار، خالصاً لها دون أهله، وعمله، والتزاماته.
وفي ظل هذه القناعات الخيالية، تتوالد المشاكل الزوجية، وتتوالد دوائر الخلاف التي لا تنتهي، ويعش الطرفان في صراعات لا حد لها، ونكد لا يزول.
ينسى الكثير أن الزواج هو عقد شراكة عادل، يحترم خصوصية كل طرف، ويلزم كل واحد منهما بواجباتٍ لا تحرمه حقوقه، ولا تجير على آدميته وفق ما أقره الدين أولاً، ثم ما احترمته التنظيمات الاجتماعية، كل حسب طاقة عطائه، لا إفراط ولا تفريط.شراكة حقيقية ملؤها الحب،و الرضا، والقناعة، والعطاء بكل روح سخية.