للتو فرغت من قراءة المجموعة القصصية “بائعة الدجر” و هي تسجيل أمين لمفردات وعادات وأحوال وسلوكيات ومفارقات، شكلت طابعا شخصيا مهما للمنطقة أخذ يتلاشى شيئا فشيئا ليذوب الجزء في الكل فتذوب الهوية المناطقية شيئا فشيئا.
عمل رائع يشكر عليه “إبراهيم جبران”ويبدو أنه بالفعل بذل جهدا ليجمع هذه المفردات ( بعضها استعصى علي فهمه ) وهذا دليل أنه استنطق واستحضر ذاكرة الكبار وأصغى إلى حكاياتهم وأقاصيصهم وأمثالهم وحكمهم حتى كأنه عاش معهم واقعهم حقيقة.
ارتكز على الواقع كثيرا وهو واقع يسعف المبدعين ليغرفوا من بحر حكاياته وظروفه وتقلباته وموروثه الشعبي الفريد، وحضر الخيال عند الحاجة حتى تكلمت الأشجار وضحكت العشة والصميل وأقسم الجمل غير حانث.
الرمز لا تبدو قصص المجموعة من الأدب الرمزي كاتجاه نقدي حديث فهي تتسم بالوضوح إذا تجاوزنا المفردات العامية الخاصة بالمنطقة – التي قد تستعصي على القراء من غير أبناء المنطقة- وغالبا فالفكرة ناصعة جلية بل أحيانا يأتي المثل الشعبي في آخر القصة ليلخص الفكرة هي والله أعلم أقرب إلى الأدب الواقعي إذا استثنينا الخروف العاشق والحمار البطل الذي اكتشف نفسه فجأة.
محمد حيدر الحازمي
الظبية