جازان، ذلك الهاجس الذي يؤرق كل من يهتم بأمر الكتابة عنها من أبنائها سواء عبر الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولا غرابة فهي الناشئة التي تسابق الزمن لتلحق بركب التنمية، وقد حققت قفزات كبيرة جداً في هذا المضمار، على يد أميرها الذي عمل منذ توليه إمارتها على وضعها في مكانها الحقيقي اللائق بأهميتها الاقتصادية، والسياحية، والثقافة.
وبالفعل نجحت وتألقت جازان، وبدأت تستهوي أفئدة المستثمرين، وعشاق الطبيعة، ومحبي الحراك الثقافي، وبدأ المواطن يلمس ذلك في حراكها الاقتصادي الكبير، وفي المشاريع الاستثمارية التي بدأت تتشكل على خطارتها الجغرافية، تتوالد كل يوم مؤكدة أن غد جازان هو الأجمل.
في المقابل هناك شيء مهم جداً يتوجب أن يسير بمحاذات تلك القفزات، وأن يواكب ذلك التطور، وهو وعي المواطن لأهمية المرحلة، وإدراك مسؤوليته تجاه كل ذلك الحراك الاقتصادي، ولا أنتقص من ابن جازان حينا أقول أن وعينا بتلك المنجزات وتقدريها مهم جداً، ويفرض علينا أن نكون بمستوى ذلك التغيير من حيث احترام الممتلكات العامة، وتقديرها، والمحافظة عليها، ومد يد المشاركة من أجل تطويرها، وحمايتها، والحيلولة دون تهالكها بفعل سلوكياتنا الخاطئة، وممارساتنا الغير حضارية.
الكل يحب جازان، ويحلم أن تكون بمستوى المدن الرئيسية في المملكة من حيث مستوى الخدمات وجودتها، وتوفر أماكن الترفيه، والاهتمام بمكانتها التاريخية، والسياحية، والثقافية، والكل يأمل أن تكون جازان قبلة السائح والتاجر، والمثقف، على مستوى الوطن، وهي تمتلك كل المقومات، لكن يظل إنسانها هو حجر الأساس، وهو طاقة التطوير ومادته، وهو المسؤول الأول والأخير عن أي منجز للمنطقة، لذا عليه من الواجبات الكثير، ووعيه بتلك بها مهم، ودوره في المحافظة عليها أهم، فيوم جازان يعزز الثقة بأن غدها سيكون أكثر جمالاً، وأن إنسانها قادر بلا شك في أن يكون شريكاً حقيقياً في بناء مستقبلها الذي ستنافس به بكل قوة واقتدار.