يتبنى الرِّجالُ الكثير من المبادرات الإيجابية التي تسعى لتنظيم مناسبات الأعراس، ويسنون العديد من التنظيمات والقوانين التي تكفل المنفعة لطرفي المناسبة، وتضمن الخروج بأقل الخسائر المادية التي أرهقت كاهل الشباب مؤخراً، غير أن كل تلك المحاولات لا تدوم، وسرعان ما تتهاوى أمام قوة لم تعد خفية، تتزعمها النساء السَّاعيات إلى فرض حضورهن المُقلق، والمربك، والمفسد في بعض الأحيان لتلك الفرحة، على اعتقاد أنهن يُحسنَّ تدبيراً!

قد تكون جازان بِدعاً دون بقية مناطق المملكة في مراسم الأعراس، إذ قد تمتد أيامها إلى خمسة وربما أكثر، وهذه المدة لم تسجلها منطقة أخرى في اعتقادي، وعلى حد علمي، ناهيك عن بقية التفاصيل التي تعزف على وتر البهرجة الممجوجة، والاستعراض المُكلف الذي يذهب ضحيته عادة العريس المغلوب على أمره.

تسيَّدت النساء في أمر الزيجات، وتعدى دورهن البحث عن عروس إلى البحث عن أبواب صرفٍ لا فائدة منها، وصور بهجة مرفوضةٍ، في حين وقف الرجلُ مُتفرجاً، لا يقو على أن يبدل في الحال شيئاً، برغم كل الاتفاقيات التي عكف على صياغتها كبارُ القوم، ودُبِّجت بأختام الشيوخ، وبوركت باعتماد أعلى سُلطة إدارية في المنطقة، غير أن كل تلك الترتيبات لم تك سوى حبرٍ على ورق، ما يلبث بعدها أن تعود سطوة النساء إلى فرض حضورها، ما شوَّه فرحةَ الأعراس، وأخرجها من كونها تعريفٌ بفرح الطرفين، وإشهار لطيف بها، إلى عبثٍ حقيقي، و تأكيدٍ على سقوط الرِّجال في أيدي النساء، ومن كون احتفال الزواج هو مشاركة إيجابية من محبي الزوجين إلى سباقٍ محمومٍ بين النّساء لفرض رأي الأقوى، ولتتناقل مجالسهن حكاية البذخ الخارج عن حدود العقل والدِّين أحياناً، والضحية بكل تأكيد هما الزوجان المُقبلان على حياتهما الجديدة بأثقال لا يستطيعان حملها، وبأحلامٍ شوهتها رغبة الأمهات في أن يبدوان أمام الناس آية، وفي مستقبل أيامهما قلقٌ لا ينتهِ، وهمٌ يتجدد، وحِملٌ يُرهق كاهل المسكينين!.

لم تُفلح كل المساعي التي يتبناها الرجال، ويدعمها صاحب القرار، ويباركها الشيوخ، وتصدح بها اللحى والشوارب، أقول لم تفلح كل تلك الرُّموز في كسر سطوة النساء في مجتمعنا الصغير، ولم تروض فيهن نزوة العُجْب، وتُميت نشوة التفاخر، والبذخ، وتوقف الأفكار التي تتوالد كل موسم من جماجمهن ليُثخن بها جراحات المغلوب على أمره ( الزوج) لا لتعميق الشعور بالفرح، بل ليُقال (نحن الأفضل، والأقدر ) حتى لو كلف ذلك مستقبل الضحيتين.

والحل .. يكمن في أن تعود الأمور إلى نصابها، و يستعيد الرجلُ حضوره وسُلطته، وأن تعرف المرأة حدود مسؤولياتها، وقراراتها، وأن ينتفض الرجال ليستعيدوا سطوتهم، ويتولوا دفة القيادة التي سُلبت منهم، وأن يكون لهم الأمر من قبل ومن بعد، بعيداً عن الوثائق والمعاهدات التي لم تجد شيئاً، ولم تُنصف طالب حق.

على الرجل أن يكون هو الراعي الحقيقي، كي يعود الفرحُ فرحاً، والبهجةُ بهجةً، بعمر مديد لا بلحظةٍ تعقبها حسرة، وهمٌّ قد لا ينتهي.

إما أن يكون هذا هو الحل، وإلا ستستمر النساء في ممارسة العبث بأجمل اللحظات في عمر أبنائنا وبناتنا، ويستمر تشويههن لتلك المساءات الجميلة، التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، وبأرواح تتطلع إلى غدٍ جميل، أكثر أماناً، وطُمأنينة.

من jubran4u