يحكي لي صديقي أنه ذهب إلى إحدى محاكمنا في المنطقة، وكان القاضي قد حدد له موعداً لجلسته الساعة الثامنة صباحاً.
يقول “سنترت” من السّابعة كي لا أتأخر عن موعدي، ومضت الساعة تلو الأخرى وكنت بمفردي في مبنى المحكمة إلى التاسعة سوى من بعض الموظفين” الغلابا” أمثالي.
مضى الوقت بي وبدأ الموظفون يتوافدون من بعد التاسعة “بطاناً” واستبشرت خيراً لعل القاضي بعدهم مباشرة، وانتهى بي الوقت منتظراً إلى الحادية عشر والنصف تقريباً!!
بعدها شممت طلائع الشيخ، رائحة “عودة” من مكان بعيد، فقلت هو القاضي إذاً، وبالفعل دخل معاليه مكتبه وبعد نصف ساعة نادى المنادي باسمي ودخلت نصف مغتاض، وبعض استبشار.
ارتشف بعضاً من قهوته، ثم رمقني بنظرة خاطفة ليصدر بعدها أمره للكاتب الذي بجانبه بتدوين موعد فتح الجلسة عند تمام “الساعة الثامنة”!!
وقع بعدها الشيخ بين نظرة كاتبه المستفهمة ونظرتي المستغربة !!
ولعل الشيخ لمحني أمعن النظر بعدها في ساعتي لكنه أكمل بقية فنجانه دون أن يرف له جفن، وبدأ الجلسة بكل هدوء!!