يُحكى أن ريفيَّاً في مُنتصف العمر مفتولَ السَّاعدين والشَاربِ شَدَّ “حَمُولَهُ” مُسافراً ، وأركبه زوجته الحَسناء وأنطلقا يقطعان المفازات ، وقد دَجّج نفسه بالسلاح مخافة قُـطاع الطرق ، فاحتزب شَـفرته العريشيَّة وجنبيته الصَّنعانية ، ونبوته المحشو بالذخيرة ، وبعض ( مَدَاقِ ) وقليل من شَمَة قد يحشو بها عين من يعترضه ، ولم ينس أن يحمل في يده صَميلاً ، وتحت ( حَـوكهِ ) ثلاثـة أمواسٍ أبو تمساح .
انطلق الاثنان حتى داهمتهما الظلمة ، واستوحشا الطريق وأدركا أن شراً يحيطُ بهما لا محالة خصوصاً وأن المكان مُوحشٌ وبعيٌد عن أطراف القرى التي مرا بها.
وما هي إلا لحظة إذ لم يترك لهما ذلك الشبح فُرصة الالتفات حيث انبجس الظلام عن رجلٍ ضخمٍ ومفتول العضلات ممسكاً بـ (مَحَشِ روسي) أسنانه اللامعة تنبئ أن جِـلباً قط لم يمر عليها .
صَرَخت المرأة واستنجدت بفَحْلها ، الذي وقف متَّقياً شر ذلك المَحَش ومتأملاً في أمر ذلك اللص ، وأخذ يُطمئنُ زَوجتهُ المَرْعُوبة ، حيث طلب منها اللص النزول من على ظهر حمولها السَّاكن دون حراك .
وهي تصرخ : ألحقني يا رجل ، غـِـير عليَّه يا رجل ، وهو يجيبها : خلينا نعين ماهو خبره بالله !!
نزلت وهي تصرخ : أبو غـِـير عليَّه !! امرجل عِينه بي !!
قال لها في هدوء العُباد ، لا لا شأعين ماهو خبره بالله الليلة ، ما أبغى أأثم نفسي به !!
وهي تصرخ : أباااااااااااو غـِـير يا عطنة أمرجل أعماني !! وتصرخ حتى غاب صوتها وهدأ المكان حيث انصرف اللص بعد أن سلب (الحَمول) حُمُولتَهُ وأسكت ضجيج المرأة .
حينها انتفض الرجل مزمجراً ومتوعداً ومتحلِّفاً .. وهو يقول لزوجته أفااااااااااااا أفا يا قـِل ( المَحاش ) !!! والله لكان أمزقه وما أبقي فيه لمجعاري مِزْقة !!
نظرت المرأة الكسيرة إلى زوجها المدجج بكل أنواع الأسلحة البيضاء والحمراء والصفراء وقالت : أسْرَه سُرى الله عليك ، والله يا أنت المتوزر بك عريان !!!