( غُـزْلية ) إحدى أهم الدَّلالات التي عرفتها حارتنا في أواخر الثمانينات الميلادية من القرن العشرين ، كانت تدور على بيوتات قريتنا والقرى المجاورة لنا يومين من كل أسبوع حيث تبيع كُرت العجائز ومقالم الشابات وبعض الحلوى ولُبان النـِّـفاس .

( غُـزْلية ) هذه من أطيب الدلالات التي عرفناها فهي دائمة الابتسام ودائمة الدعوات لمن تصادفه في طريقها برغم كثرة حديثها .
في إحدى مساءات الصيف الرطبة كانت تتبادل الحديث مع والدتي التي أعدت لها صحناً من المشبك ، وثلاجة ( نُعمان ) من القشر الغير محلى .

كن يتبادلن الحديث عن جدوى عمل ( غُزلية ) وكيف أن العمر قد مضى بها وهي تكدح رغم أمراضها ، قالت لأمي يومها بعد أن دست ملو أنملة من الشمَّة المندسة في حُقتها تحت شفتها السفلى : إيه يا شريفة .. من احتكل على تنور جارته بات طيان على كُرَّ بطنه !!

ابتسمت أمي لحظتها وقالت صدقت والله يا أخية دونك أديم الأرض أمخريه طلباً للرزق فما نحن على هذا التراب إلا بناة حتى آخر الرمق !

كم أنت كبيرة يا أمي كيف قلت هذا الكلام ما أدري لكن أعتقد أنه سيناريو القصة 

من jubran4u