اجتمع بروفيسور من إحدى الجامعات البريطانية في رحلة بمجموعة من الدارسين في سنتهم الأخير بقسم الهندسة النووية وأراد أن يعلمهم حكمة ينتفعون بها في حياتهم.
أحضر ( دُبيةً ) وعلقها في سور الحديقة الحديدي بعد أن ملأها بحليب طازج، وأخذ ( يكُجُّ ) و ( يكُجُّ ) إلى أن أحْقوْقن الحليبُ وبدأت الزبدة تطفو على سطحه.
ثم فتح الغطاء وسكب في ( صَحْفة ) ناوله إيَّاها أحد الطلاب المتابعين للمشهد، حيث أخذ منها مقدار جُغمين، ثم التفت للمتحلقين حوله وقال: أرأيتم هذه الدُّبية يا أولادي ؟
قالوا: نعم سيدي.
قال : وهل رأيتم مافيها من حليب؟
قالوا: نعم سيدي.
قال : وهل رأيتم هذه الصَّحفة المُـشوبة؟
قالوا : نعم يا سيدي.
ثم قال لهم : الدُّبية هي الحياة، والحليب هو أنتم، كلما كجَّتكم طاب مذاقكم وانتفع بكم العالم.
فلا تجزعوا من ( كجِّ ) الحياة لكم.
قاطعه حينها أحد الطلاب برفع يده مشعراً معلمه برغبته في المداخلة، وبعد أن أذن له، انتصب واقفا وقال: يا سيِّدي، معاد تجمَّلت وجيت لنا معاك بجُمارتين خمير وأصل بقل!.
ووسط استغراب التلاميذ واندهاشهم انفجر البرفيسور ضاحكاً وقال لتلميذه : بعلو أنك من أحد المسارحة يا فاجر!.
الله أبو الابتعاث اللي لحق بكم لنا.
ضحك الطالب وضحك زملاؤه وقام البروفيسور آخذاً دُبيته ثم انصرف، تاركاً التلاميذ خلفه وهم يسألون زميلهم : ماذا يعني ( بعلو ).