حكى لي أحد الأصدقاء موقف عجيب من مواقف عدة حصلت له في مستشفى صبيا العام ، مؤسف ومضحك في ذات الوقت
يقول أبو محمد وفقه الله راجعت بابني ذات مساء مكفهر طوارئ مستشفى صبيا العام وبالتحديد عند الساعة الثالثة والنصف عصراً بعد تحويل من مستشفى الداير العام حيث التوت رقبته إثر سقوط بسيط وقد تورمت ، ودخلت إلى طوارئ المستشفى فإذا به خاو على عروشه من الأطباء سوى بعض الممرضين المنتشرين هنا وهناك ما بين ملته بجواله وغارق في حديث جانبي ولاعن حظه العاثر ، وعد من المراجعين قد أكلهم الانتظار والمرض .
حرت وحرت لمن ألجأ بعد الله ، فإذا بفازع من ممرضي القسم شرحت له الحالة وقلت أين أذهب ، قال ما عليك إذهب إلى قسم الأشعة وشخط لي بشخطين على الورقة فذهبت وبحثت وبحثت عن “المشوعاتي” فلم أجده في حجرته فإذا بعامل نظافة يتلوى بالقرب مني فسأته عن “المشوعاتي” فقال هو في الغرفة أمعنت النظر فإذا به منزو يلعب بجواله الفاخر ، فقلت له “غير” عليه وشوع لي هذه الرقبة المتورمة ، فقال من هذا “الأفدغ” الذي أشر لك على الورقة فقال له زميل لك في الطوارئ !!
قال التورم في الرقبة وكتب لك اشعة لعظمة الوجه أي غباء هذا . عد إليه وقله له صحح الخطأ .
يقول أبو محمد عدت وفي الطريق صادفت رجلاً مرتدياً بزة كبزة الممرض فقلت له يا صديقي هذه الوصفة كتبها لي زميلك الممرض !. فهب في وجهي وأزبد وأرعد وكأني سببته وقال : احترم نفسك أنا دكتور !! فقلت له لا عليك يا دكتور أعتذر ولكن أنهوا موضوعي .. نظر سعادة الدكتور في الورقة وفي رقبة الطفل ، وابتسم ابتسامة الساخر الواثق ، وقال يا رجاااااااااال عد إلى بيتك وعليك بالماء الساخن كمد هذا الورم وسيزول .
طيب والأشعة !! هكذا قال له أبو محمد .. أريد أن أطمئن ، قال له سعادة البروفيسور المبجل ما تحتاج ، أمرك بسيط واللاطف الله وعليك بالماء والتدليل، ومرِّخه بالحناء الساخن وقليل من الموز والضفاع ( طبعاً هذي من عندي وهي وصفة كانت تستخدمها الجدات لعلاج الكدمات قديماً )
المهم عاد أبو محمد إلى بيته ضاحكاً متعجباً داعياً على من عين هذا الدكتور ومن وظف ذلك الممرض ، ومن زج بالمشوعاتي في غرفته .
وبرضو كمل بالربيعة وحمد الله أن منَّ على ولده بالشفاء بعد أن أنفق سعر أربعة كيلو موز للتضميد والتسخيف .
خاتمة ..
أين مخافة الله من هؤلاء المستأمنون على صحة عباده .
وألسنا بحاجة إلى وزارة لمكافحة الفساد في جازان !؟!