بينما هو يتلذذُ بماء شاطِرتهِ الصَّغيرة في فناء داره المتواضِع على أطراف القرية إذ ببياضٍ يلوح في الأفق مُقبل عليه ، و ما أن أنزل يده حتى وقف رجلٌ تظهر عليه مَلامحُ التُقى والوقار كثّ اللحية نزل من على حاملته وهو يُتمتمُ ببعض تراتيل ختمها بالسّلام ومد يده مُصافحاً ثم انفرجت شفتاه عن ابتسامة أعقبها طلب بأن يعُبَّ من تلك الشَّاطرة فهو مُسافر نفذ ماءه .
أسرع إليه بما طلب واستأذنهُ في عجل وفي نفسه أن يُطعم هذا العابر النقي .
غاب لبُرهة ثم عاد يحملُ في يده ( مِشْرى) دسَّ فيه كِسرة خَمير وكوز لبن .
التفت يمنة ويسرة والدهشة تتلبسه ، تفقد المكان فلم يجد الشيخ العابر وأيضاً لم يجد شاطرته ومحشين كانت مدسوسة في ساس زربته .
اعتصره الغبن للحظة ثم انصرف إلى عُشّته وهو يُردد :
صدق القائل : ليس كل ما يلمع ذهباً .. ليس كل ما يلمع ذهباً !!!
أخي جبران /قصتك هادفه جدا
وجدت من خلال الأسلوب اللفظي للقصه أنك تنحو لمنحنى قريب من جذورك أي مازلت مرتبطا بأصالة وعبق الماضي
(ليس كل مايلمع ذهبا)
كم من أناس يعجبك مظهرهم ولكنهم بدون حياه لأنها حياه مجرده عن الدين
فالحياه الحقيقيه هي التخلق بالدين والتمسك به.