مِغشَّين وثلاثة ( دِبعَة ) دُبّاء ؛ سقَّطتها في جوف تنُّورها المضطرم ناراً ثم أردفت بِسِت جَمامِيرَ من الخَميرِ الحَمْري.
أسْرعت بعدها لِغمْيها بحِيسِيةٍ كَـتمت أنفاس ذلك الجوف اللاهب ثم تَتبعت الفتحات التي بقيت بـ ( مَلاوي ) مُشبّعة بالماء ليكون ذلك آخر لمساتها التي ودّعت بعدها بُنايَتَها الطِّينية، وهي تُمنِّي نفسها وأسرتها بغداءٍ لم يُذقْ مثلهُ منْ قبل.
توالت السّاعات والانتظارُ يدُكُ صبرَ الجائعين الملتفين في جوف عُشتهم .
وهي ما أن أنهت (تَبْزِير) ملوخيتها التي تغلي في قدرها المعدني على مِركَّب حجري في زاوية الصَّبل حتى ( تَلفْلَفت) مُتجهة إلى تنورها المكتنز غداء أبنائها وزوجها العائد للتو من زَهبه.
رفعت مِغْماها الحجري وقد التصقت به الملاوي ، وأطلت بعين المتلهف على مَغَاشِّها الثلاثة والمرتصين حوله من جمامير الخمير.
فجأة .. انشق فمها بفَغْرة طقَّت لها عظام فكّيها ،ثم ضربت على وركيها أسفاً وحسرة وألماً!!
مَغاشها كما هي ، وجمامير خميرها نصف استواء ودباها مازالت بادية الخضرة.
وَلْولت بصوتٍ منخفض وهي تقول : ( يا غُش بطْني خَمسْتعشَر سنة مقِدْ أخرجت مغاشي نَيَّـة !!!)
تلفتت يمنة ويسرة تبحث عن السبب وراء هذه الكارثة ، فجوع المنتظرين لا يرحم .
وما هي إلا لحظات حتى عرفت سبب فجيعتها.
اااااااااه يا غُشِّي .. صاحت بحسرةٍ لم تتغشاها من قبل وهي تنظُر إلى عين ميفاها التي نسيت أن تسُدُّها كما تفعل كل مرة .
لقد ( بَهَت ) الميفا وتسرَّبت حرارته من تلك العين المَنسِّية إلى الخارج تاركة ما استُودِعَ جوف التنور نيئاً دون استواء.
انتصبت بكامل قامتها أمام خيبتها ثم وضعت كفيها حول خصرها من الجانبين وهي توزع نظراتها الخجلى مابين تنورها الباهت والجائعين المنتظرين وسط عُشتها وتتمتم : االمِتْحذْرِي يطيح أخسَّ طيحة !!
رائع كعادتك ايه الجميل واتمنى ان تحفظ ابداعاتك من السرقات الادبيه