“جوليانا” تخرجُ من صَبلها للمرةِ الخامسةِ لتبحث عن “كاثرين” التي خرجتْ منذُ الصباح الباكرِ كي تجلب الحطبَ وبعض الورثةِ كما تعتقد.
العجوزُ “جونيثين” هو الآخر قلقٌ فليسَ من عادةِ “كاثرين” أن تُنهِّر بهذا الشَّكلِ خصوصاً وأن دُبيتهاعلى طبَّتها منذُ الفجر ، هذا ما أكَّدتهُ حفيدته “جاسيكا”.
لا أحد في القريةِ يعرفُ أين اختفت؛ حتى كلبُ العائلةِ لم يرافقها هذهِ المرة على غير عادتهِ ولم تستقلّ الحمولَ القابع في مدْرسهِ.
جارُهم “جوستاف” وزوجته “ساماندا” خرجا منذُ الصباحِ الباكرِ بحثاً عن صديقتهم المفقودة.
القلقُ يزدادُ ؛ وانتشرَ خبرُ اختفاء “كاثرين” خصوصا وأن كل المُحطِّباتِ عُدنَ دون أن يقابلْنها في الصَّنيفِ كما أفدن بذلك “جوليانا” التي استبقلتهم على أطرافِ القرية.
في الجانبِ الآخرِ انطلقَ الرجالُ في كلِّ اتجاهٍ يحملون هِراواتهم وقلقَهم المتصاعد وغالبُ ظنِّهم أن مكروهاً قد وقع ًلكاثرين” .
انتصف النهارُ، ولا شيئ إلا القلقُ المتوالد.
“جوليانا” أقسمت إن عادت “كاثرين” سالمةً لتذبحنَّ أحب الدجاجاتِ إليها ابتهاجاً، ولتُعد مغاشَ الحوتِ وحواسي الخمير والغِلف المُملح.
الحمولُ في مدرسهِ وكلبُ العائلةِ مُسْتلقٍ تحت حِنَّاية الدَّار يطلبُ البُرادَ بين جرتين، و”جوليانا” تنتظرُ بجانب الدَّميمِ تأكلها ساعاتُ الانتظار وتَفحُّصُ القادمين، و”جونيثين” ومرافقوه لم يأتوا بعد.
أصوات النِّعاج يرتفعُ وجلبتُها تتصاعدُ فمنذُ الصباحِ لم يُطرحْ لها جلباً واحداً .
الحمولُ هو الآخر يملأ المكانَ نهيقاً وعيناهُ على مزوامِ القصبِ الذي انفرد به العِجلُ “المازق”من عقوتهِ.
انتبهت “جوليانا” لتوسلات الدَّواب واتجهت نحو مزوامهم لتطرحَ للصائحينَ جوعاً .
وما أن دنتْ لتَمخَسَ محزامَ قصبٍ لتطرحه لها حتى فاجأها منظرُ “كاثرين” وهي نصفَ منغرزةٍ بين مَحازِمِ القصبِ مابين الإفاقة والإغماء، بعينين جاحظتين لا يرفُّ لها جفناً.
صاحت المفجوعةُ “جوليانا” بمن في دارهم من أهالي القرية الغائرين ، وتجمعت النساء والصبيةُ حيثُ زَبَعتْها الجاريةُ “مارتي” على كتفيها وأخذت تركضُ بها نحو صبْلها لتفيضَ عليها “جوليانا” نصفَ جرةٍ من الماءِ ، شهقت معها شهقة كادت أن تُخْرِج روحُها لتستعيد وعيها وهي تصيح ( جُحْ ، جُحْ، جُحْ )!!.
ضحكَ العجوزُ “جونيثين” وقال وهو يهزُ برأسهِ : إذن هو العجلُ “سنوبو” برَّه عليها بنطحةٍ وتّدَها في “امْزوام” !!.
ضحكت “جوليانا” وضحك صديقُ العائلة “جوستاف” وزوجته ، ونهق الحمولُ في مدرسهِ مسروراً .