يُحكى أنّ عَجُوزاً فقيرةً في إحْدى القُرَى النَّائية كَانتْ تَعِيشُ وَحِيدةً فِي عُشّةٍ مُتواضِعَةٍ ، تقتاتُ على الخميرَ وبعض ما يجودُ به جيرانُها مِن قَطِيبَةٍ وقَوَارٍ أو شَّدَخٍ ، أو أصْلَ بَقلٍ.
كان “ثَاعِنُ” تنُّورها مُتّصلٌ بالسَّماء على الدَّوام ورغم فقرها المُدْقِع إلا أن مُخْمَارَها لا يكادُ يخلو من الرِّهِي، وإن أجدبَ فشُتاية.
وفي ذَاتِ يومٍ كانَت “تُعاوِدُ” ميفاها الملتَهب وتُمنّي نفسَها بجُمَّارة ذاتَ “حَذْرُوفٍ” بـ”قُشَّافِها”.

وهي تُحرِّكُ العُود في جوف تنُّورِها وتَرُدُّ “الكَسَاكِيسَ” النِّصفَ مُلتهبة إلى جَوفِه إذ بِماردٍ ضَخْمٍ بعِمامَةٍ وشَاربٍ منْ نَّار يَخرجُ من عينِ الميفا وهوُ يصِيحُ : شُبِّيك لُبِّيك “مَسْعود” بين إديك !! طلاباتكُ مُجابةٌ !

التفتتْ إليهِ العجوزُ وعلاماتُ الفرحِ تتقافزُ على وجهها المُتجعِّد كمِجْولةٍ، ثمَّ قالت وحمرةُ الخجلِ تُمغِّرُ وجْنتيْها المُتخشِّبتين : الله جابكْ الله جابك .. أشالي قَحم !! وانتظرت مُطرقة برأسها تنظرُ إليه بنصفِ عين.

تسمَّر الماردُ مفْجُوعاً ..ثم ارتكز مجلوطاً في مكانه.

أكْمَلتِ العَجُوزُ خَبْزَ رِهْيتها وشَدَّ مِغْمَاها وانصَرفت تُبـزِّرُ صَحنَ قَطِيبتها وهي تُردِّدُ بحزنٍ : ياااا بعض الحظ .. ياااا بعض الحظ.

من jubran4u

فكرة واحدة بخصوص “العجوزُ ومارِدُ التنّورِ”

التعليقات مغلقة.