احتضنها كمتيمٍ ضفر بمعشوقته ، أمال رأسه المعصوب عليها وكأنما يرجوها ألا تخذله، ثم وسَّدها بطنه المكشوف غارساً مشد أديمها الرّاعد بين تلافيف إزاره وبدأ يموسق للمصطفين أمامه متمايلاً في نشوة مع حركاتهم، وهي ترسل إلي آذان المتحلقين صخباً يلهب صدورهم وكأن صوتها منطلق من أعماقهم وليس من جوفها الذي أُلهب ضرباً من كفي المحتضن الطروب.
الرجالُ يدكونَ الأرضَ بأقدامهم في حركة متسقة، فما أن ترتفع قدمُ حتى تهوي الأخرى وهم يمايلون رؤوسهم في انتشاء لا يعرف كنهها إلا مموسق حركة أجسادهم.
المتجمهرون بلا وعي ينسابون إلى وسط الحلقة تزفهم النشوة لا يفك سكرتهم إلا طروبٌ قد أمسكَ بخيزرانته طارداً الصغار من جوف دائرة الراقصين كي لا تضيق.
تتفجرُ صدورهم نشوةً ويتقاطرُ عرقُ جباههم بلذةٍ تبثُ الخدرَ في أجسادهم ، وما أن تنتهي (حِمَّايةٌ) حتى يلتهب جوف الأزيار بأخرى أشد وطأة.