كان يَعِدُها دائماً إذا ما جمعتهما لقاءات المساء سراً أنه سيزرع لها المدى ورداً وياسميناً،وسيجعلها حديث لقاءات صديقاتها، وأنه في غده القريب سيحيك لها من الفرح فستاناً، ويصوغ لها من النجوم عقداً يطوق نحرها، وفي نهاية كل لقاء يقطف قُبلة ثم يختفي، لتبق هي تشيّد قصوراً من الأمنيات سابحة في خيال لا حدَّ له.
وحينما أخذه جناح الترحال شمالاً أدار ظهره لكل تلك الوعود وبدأ قصة قُبلةٍ أخرى.
قال لصديق غربته ذات حديث أنه لم يكن سوى لاهٍ استطاب اللحظة، فأركبها صهوة الخيال، وجعل من الوعود وقود عاطفتها، ليقطف قبلتة في كل لقاء.
وهي استسرت لصديقةٍ أن قلبها تشرّب حبه وباتت لا ترى في العالم سواه، وأن قصة انتظارها بدأت تطول!.
مضت الأيام، ولا فستان فرح حِيك، ولا عقداً استدار حول نحرها.
هو..استقرت به سفينة الترحال وهدأت ثورة ملذاته.
وهي.. أصبحت حديث مجالس أصدقائه المنتهية بالضحك.